-A +A
وديان عدنان قطان (جدة)
اليوم تدخل فرنسا مرحلة جديدة من مراحل تاريخها السياسي حيث استطاعت المرأة الفرنسية ان تصل في سباق الرئاسة الى نهاية المطاف وان تصل بالطموح الى اقصاه حيث تجري اليوم المرحلة الثانية والاخيرة في الانتخابات الفرنسية بين حصاني الرهان ساركوزي وروايال في ظل تقارب شديد بينهما وقد تحدث المفاجأة؟!.. المراقبون والاعلاميون وكذلك الاعلاميات والاكاديميات السعوديات يرون ان التجربة الفرنسية غير مستغربة في دولة عرفت الانتخابات منذ فترة طويلة واكدت على ان مانشاهده اليوم هو افراز إرث ضخم لدولة شاركت في صنع الحضارة الانسانية. وفي البداية تقول سيدة الاعمال مياسم الدخيل ان العالم يراقب وعن كثب الانتخابات الفرنسية لعام 2007 باعتبار ان هذه الانتخابات سوف تفرز جيلا جديدا لحكم فرنسا تلك الدولة المهمة ليس على مستوى اوروبا فقط بل على المستوى الدولي نظرا لمكانة وثقل فرنسا ناهيك عن تعاطفها مع قضايا الشرق الاوسط والجديد هو ان الحكام القادمين لفرنسا هم جميعا او اغلبهم من الجيل الذي ولد بعد الحرب العالمية الثانية ومن ثم ستكون لهم توجهات ليبرالية واكثر انفتاحا ولهم اهتمامات جديدة الى حد ما.. ونأمل نحن كعرب ان تكون توجهات فرنسا ثابتة تجاه القضايا الدولية خصوصا قضية الشرق الاوسط المركزية (القضية الفلسطينية).
واضافت مياسم ان اهم الدروس من الحملة الانتخابية الفرنسية هو الاهتمام بالشأن الداخلي والاغراق في التعامل مع هموم المواطن الفرنسي.

ومن جهتها تقول نسرين خياط (اكاديمية ومتخصصة في العلوم السياسية) ان الملفت في الانتخابات الفرنسية هو صلابة المرشحين ولاسيما السيدة سيجولين روايال التي وقفت في المناظرة مع المرشح الآخر ساركوزي على قدم وساق وكانت ندا لا يستهان به مما اكسبها احترام الشارع الفرنسي وزاد من احترام المرأة بصفة عامة وجعل السياسة ليست حكرا على الرجال فقط بل كشفت ان للمرأة دورا يفوق دور الرجال في كثير من الاحيان.
وفي السياق ذاته ترى الاعلامية ياسمين الاحمدي ان روايال ضربت المثل للمرأة المستنيرة والواعية التي تعرف ان تصل للهدف من اقصر الطرق كما اثبت ساركوزي ان السياسة دهاء ومكر وعمق في الشخصية والطرح معا.
ودعت ياسمين الفائز في الانتخابات الفرنسية الا يحيد عن مبادئ الثورة الفرنسية الشهيرة والا يتخلى عن دور بلاده الداعم للحقوق المشروعة لشعوب العالم الثالث.